شارلوت كوتون:
لهو من الرائع يا فكتوريا أن تتسنّ لي الفرصة لأحادثك عن التجربة وفيلمك الرائع "تيليفوا ١" .(Télévoix 1) في بعض الأحيان، فيما كنت أشاهده، أشعر وكأنّني جالسة في الاستوديو لديك وأعمل معك على مكتبك حيث تقومين يدوياً بإعدادات تجريبية بالأضواء والسوائل قبل أن تأخذينا إلى “الخارج” في الطبيعة، فنجمع تسجيلات من الميدان لنأتي بها إلى الاستوديو. “تيليفوا ١” تجربة غامرة. هل يمكنك أن تخبريني عن أهمّية الفيلم بالنسبة إليك وما تأملين أن تكون التجربة للمشاهدين؟
فكتوريا فو:
“تيليفوا ١” عمل يعتمد الصورة المتحركة، والعنوان إشارة شاعرية للعبة الهاتف أو “الهمسات الصينية” التي تجلس فيها مجموعة بشكل حلقة ويهمس الشخص عبارة في أذن الشخص الذي يقع إلى يمينه وبدوره يحاول هذا الشخص تكرار العبارة ذاتها للشخص الذي يقع إلى يمينه وهكذا دواليك. أتصوّر أنّ الصور تؤدّي دور “الأصوات”، أمر حميم وبعيد في الوقت عينه، مع خسارة بعض المعلومات مع كلّ تكرار تالٍ. ويشير أيضاً إلى أمر مؤتمت بالكامل أم غير بشري، ويتطرّق هذا إلى مسألة فقدان نقطة الانطلاق بطريقة مختلفة.
شارلوت كوتون:
يقوم عالم البرمجيات والبيكسل بأتمتة الكثير من الخطوات التي تشكّل، في مجال الأفلام والتصوير الفوتوغرافي التناظري والكيميائي، مسائل قرار ونتائج. ومع أنك فنانة لا تفرّقين بشكل مباشر بين الأفكار التناظرية والرقمية، أودّ أن أعرف إن كنتِ تعتبرين أنّ العمليات الرقمية تفرض المزيد من القيود أو تمنح حرّيات أكبر، وفي أيّ مرحلة من مسارك الإبداعي تشعرين بأنك اعتمدت بالكامل على البرمجيات كمجال إبداعي وتجريبي لك، أو أنك لا تعتبرين ذلك.
فكتوريا فو:
تمّ إعداد صور “تيليفوا ١” عبر تصوير لقطات بعدسة قياس ١٦ ملم لصور شاشة التوقف المرتبطة بالسماء والأطياف ولصور عن السماء الفعلية في أوقات مختلفة من اليوم. وفي خلال التصوير، تمّ تعريض الفيلم السلبي أحياناً للضوء للحصول على شهب بالصدفة في الفيلم ووميض في اللقطات. ثمّ تمّت معالجة اللقطات السلبية باليد، مع ترك الأوساخ والشعر وغيره لكي تتداخل عمداً في عملية معالجة الفيلم، وقد خدشت المستحلبَ للحصول على تأثيرات تركيبية وطلائية واضحة. وفي الاستوديو، التقطت مقاطع فيديو لعدد من الإعدادات للحياة الجامدة ثم دمجت فيها حركات اليد ومواد الشاشة الخضراء من أجل تركيب هذه العناصرمعاً. وفي غرفة التعديل، جمعت لقطات الفيديو عن الحياة الجامدة مع اللقطات الأصلية بعدسة ١٦ ملم، فضلاً عن المقتطفات التي حصلت عليها من الإنترنت ووضعتها كلها في المستوى السينمائي ذاته. من الواضح أنني لا استعمل أدوات ما بعد الإنتاج فحسب بل أُبرز أيضاً دورها القوي في إضافة “السحر” إلى الصورة. ويتمحور الفيديو حول الإيماءات والمكوّنات المختلفة التي يتطلّبها تحضير الفيلم بحد ذاته، كاشفاً عن طبقاته وأصواته.